الأسرة تبقى وما تزال الخلية الحيوية التي يستند عليها المجتمع، والفضاء الذي يؤلف بين كل أفرادها ويحمي مصالحهم الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية، وفي ضوء التغيّر الاجتماعي الكبير خلال السنوات الماضية والذي أسهم في تحويل الأسر من ممتدة إلى نووية، مما تسبب في العديد من التغيرات الاجتماعية مثل زيادة عدد حالات الطلاق وارتفاع نسبة الخلافات الأسرية والصدام الاجتماعي، الأمر الذي يدعو لدراسة احتياجات الأسرة بغية تصميم مبادرات تتناسب مع هذه الاحتياجات.
وعليه، فإنَّ جمعية المودة للتنمية الأسرية بمنطقة مكة المكرمة وبناءً على التزامها بتمكين وإرشاد وتوعية الأسرة عبر مبادرات تنموية مستدامة تسهم في تقوية روابط الأسرة واستقرارها قامت بهذه الدراسة بهدف فهم احتياجات المجتمع بتحديد هذه الاحتياجات ووفقًا للحالة الأسرية بالمحافظات المستهدفة بالمنطقة، وكذلك تحديد التدخلات الأهم بناءً على احتياجات المجتمع لتحديد الخدمات الملبية لاحتياجات المجتمع بمختلف المحافظات.
تتخذ هذه الدراسة الاستقرار الأسري كأساس عام لتقييم القضايا الأسرية، حيث تم التركيز على خمس قضايا أسرية لتقييم أهمية كلٍّ منها من خلال دراسة مدى انتشارها وحجم تأثيرها على الاستقرار الأسري، والقضايا الخمس هي: الاستعداد الزواجي، والعلاقة الأسرية، والتخطيط الأسري، وتربية ورعاية الأبناء، والانفصال الناجح.
وقد انتهت الدراسة بنتائج وتوصيات مرتبطة بكل قضية من القضايا الخمس تأمل الجمعية من خلالها تعظيم الأثر لدى فئات الأسر الأربع:
الأسر الناشئة: وهم المقبلون والمقبلات على الزواج، بالإضافة إلى الأسر الناشئة في السنوات الأولى من الزواج حتى تصل لمرحلة النضج والاستقرار الأسري.
الأسر غير المستقرة: وهي الأسر غير القادرة على مواجهة التحديات ولديها اضطرابات أو معوقات تهدد استقرارها، وغير قادرة على حل مشكلاتها؛ نتيجةً لضعف التواصل والتفاعل والتقدير بين الأبوين أو مع الأبناء.
الأسر المنفصلة وهي الأسرة المكونة من أبوين وأبناء، وتم الانفصال بينهما بسبب اضطرابات أو نزاعات استمر تأثيرها بعد الانفصال.
الأسر المستقرة وهي الأسرة الواعية القادرة على حل مشكلاتها وإيجاد الحلول المختلفة، وتتمتع بنضج سلوكي، واندماج اجتماعي، ومشاركة في تنمية المجتمع.
تحديد احتياجات المجتمع والحالة الأسرية في المحافظات المستهدفة
تحديد الخدمات الملبية لاحتياجات المجتمع في مختلف المحافظات